الأربعاء، 9 أبريل 2014

شرح وتحليل قصيدة المساء

الفكرة الأولى:  يصف الشاعر منظر الغروب وحلول المساء وأثر ذلك على شخصية سلمى
السحبُ تَرْكضُ في الفضاءِ الرَّحْبِ رَكْضَ الخائفينْ... والشمسُ تبدو خَلْفَها صفراءَ عاصِبَةَ الجبينْ
والبحرُ ساجٍٍ صامتٌ فيه خشوعُ الزاهدينْ... لكنَّما عيناكِ باهتَتانِ في الأُفْقِ البعيد
سلمى .... بماذا تَفْكُرينْ؟.... سلمى .... بماذا تحلمينْ؟
* معاني المفردات: *ساجٍ : فاترٌ ساكنٌ / باهتتان : حائرتان.
الشرح والتحليل : رسم الشاعر بكلماته صورة كليه تشتمل على صور جزئية فالسحب تركض مذعورة خائفة والشمس قد عصبت جبينها والبحر ساكن كأنه شيخ وقور يتعبد وسلمى تحدق متأملة هذه المشاهد تقف حائرة شاردة الذهن تتقاذفها الأفكار والهواجس،  ويتساءل الشاعر هل سلمى مفتونة بهذا المنظر الرائع ؟ أو هي مأخوذة بجماله ؟ أو هي تستعيد من خلاله ذكرياتها ؟ أو هي متشائمة مما ترى بهذا المنظر الذي يوحي بانطفاء شعلة الحياة ؟ وغروب العمر ؟ إنها تفكر... ففيم تفكر ؟
التصوير الفني:
*السحبُ تَرْكضُ في الفضاءِ الرَّحْبِ: استعارة مكنية حيث صور السحب بإنسان يجري ويركض فحذف المشبه به، وأبقى شيئا من لوازمه " تركض" على سبيل الاستعارة المكنية.
* ركض الخائفين : تشبيه حيث شبه ركض السحب بركض الإنسان الخائف­.
* الشمس تجري خلفها عاصبة الجبين  : استعارة مكنية شبه الشمس فتاة مريضة معصوبة الجبين ، فحذف المشبه به وأبقى شيئا من لوازمه " معصوبة"  على سبيل الاستعارة المكنية.
* والبحر ساجٍ صامتٌ فيه خشوع الزاهدين: استعارة مكنية حيث شبه البحر بإنسان هادئ وصامت ، فحذف المشبه به وأبقى شيئا من لوازمه " صامت، خاشع" على سبيل الاستعارة المكنية.
* صفراء عاصبة الجبين: اختيار الشاعر اللون الأصفر ( كناية عن مرض الشمس ).
* استخدم الشاعر أسلوب النداء وحذف حرف النداء" سلمى" للفت الانتباه والإيقاظ من الشرود.
* ألفاظ " صفراء، عاصفة الجبين، خشوع" تعبِّر عن إحساس المتشائمين
* استخدم الشاعر الترادف بين " ساجٍ وصامت، وخشوع"
 * اختار الشاعر كلمات تعبر عن الطبيعة ( السحب – الشمس – البحر ) لأن الطبيعة تشاركه همومه وأحزانه.
*قضايا إعرابية وصرفية:
* تركض: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره "هي"
  والجملة الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ " السحب"
 *ركض: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
*تبدو: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل، والفاعل ضمير مستتر تقديره  " هي" والجملة الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ " الشمس".
* نوع الواو في عبارة " والشمس" واو عطف تفيد الجمع والمشاركة.
* ساجٍ: خبر مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم المقدر على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص في حالة الرفع.
*لكنّما : من أخوات "إن" لكنه هنا غير عامل والسبب دخول ما عليه فأبطلت عمله .
*عيناك: مبتدأ مرفوع وعلامة رفع الألف لأنه مثنى وهو مضاف.
*باهتتان: خبر مرفوع وعلامة رفع الألف لأنه مثنى
*سلمى: منادى مبني على الضم المقدر منع من ظهوره التعذر في محل نصب " حرف النداء محذوف"
الفكرة الثانية: تصوير سلمى ترنو إلى غروب الشمس قلقة
أرأيتِ أحلامَ الطفولَةِ تختفي خلفَ التُخومْ؟.. أَمْ أبصَرَتْ عيناكِ أشباحَ الكهولَةِ في الغيومْ؟
أمْ خفتِ أن يأتي الدُُّجى الجاني ولا تأتي النجومْ؟.. أَنا لا أرى ما تَلْمحينَ من المشاهدِ إنما
أظلالها في ناظريكِ... تَنِمُّ ، يا سلمى ،عليكِ.

*معاني المفردات:
التخوم : الحدود الفاصلة بين أرضين  ومفردها تخم  *  الكهولة : من جاوز الثلاثين إلى نحو الخمسين والجمع ( كُهُولٌ ) *  الغيوم : جمع غيم وهو السحاب * الدجى : سواد الليل وظلمته


الشرح والتحليل : كشف الشاعر بأسلوب الاستفهام عن أسباب حزن سلمى وشرودها  فقد امتلأ قلبها همّا ، ونفسها قلقا بانقضاء مرحلة الطفولة ، والخوف من مرحلة الكهولة القادمة التي تراءت لها أشباحا ، في الغيوم ، وتخيَّلت مرحلة الشيخوخة مظلمة كالليل الذي غابت نجومه لا سعادة فيها ولا أمل،  فالشاعر لا يرى ما ترى سلمى من هذه الهواجس السوداء والخواطر الحزينة وقد ظهرت الهواجس والخواطر في عيون سلمى. 


* التصوير الفني:
 *أرأيت أحلام الطفولة تختفي خلف التخوم: استعارة مكنية حيث شبه "أحلام الطفولة" بشيء مادي يختفي  خلف الحدود ، فحذف المشبه به وأبقى شيئا من لوازمه " تختفي" على سبيل الاستعارة المكنية.
 *  يأتي الدُّجى الجاني ولا تأتي النجوم؟  استعارة مكنية حيث شبه الدجى بإنسان متعديا يسلب السعادة والأمل فحذف المشبه به ، وذكر شيئا من لوازمه" يأتي " على سبيل الاستعارة المكنية، وشبه النجوم بإنسان لا يأتي.
 * أظلالها في ناظريك  استعارة مكنية حيث شبه ظلال الأشياء التي رأتها سلمى في عينيها وهي تدل وتكشف عن   الحيرة التي تعيشها سلمى.
* أرأيت أحلام الطفولة: أسلوب إنشائي طلبي ، والاستفهام يحمل معاني التعجب والاستنكار.
* استخدم الشاعر الطباق بين:" الطفولة والكهولة ،  وبين يأتي ولا يأتي
*  يأتي الدجى الجاني – لا تأتي النجوم  أسلوب مقابلة.
* استخدم الشاعر الترادف بين: " رأيت و أبصرت"
* قضايا إعرابية وصرفية :
* أبصرت عيناك: عيناك: فاعل مرفوع وعلامة رفع الألف لأنه مثنى وهو مضاف.
* محل المصدر المؤول :" أن يأتي" في محل نصب مفعول به .
* الدُّجى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر. " اسم مقصور"
الفكرة الثالثة: الدعوة إلى التفاؤل والأمل
لتكنْ حياتُكِ كلُّها أملاً جميلاً طيِّباً .... ولتملأ الأحلامُ نفسَكِ في الكهولة والصّبا
مثلُ الكواكبِ في السماء وكالأزاهرِ في الرُّبا... ليكنْ بأمرِ الحبّ قلبُك عالما في ذاتِه
أزهارُهُ لا تذبلُ .... ونجومُهُ لا تأفلُ  
* معاني المفردات:
الكهولة : من جاوز الثلاثين إلى نحو الخمسين والجمع ( كُهُولٌ )  *الربا : جمع رابية وهو ما ارتفع من الأرض وتجمع رَوَابٍ / تذبل : تموت   * تأفل : تغيب .
الشرح والتحليل: يوجه الشاعر سلمى بعد أن لمح في عينيها الحزن بأن تملأ حياتها بالأمل وتطرح عنها الهموم، وأن  تملأ حياتها آملا وأحلاما  حتي وإن كانت في مرحلة الكهولة ومرحلة الصغر ولتكن مثل الكواكب عالية في السماء وكالأزهار في الأماكن العالية وليكن قلبك عالما بذاته يمتلأ حبا للناس  وأزهار قلبك لا تذبل ونجوم قلبك لا تغيب على امتداد الحياة.
* التصوير الفني:
* التشبيه مرسل مجمل في قول الشاعر ( ولتملأ الأحلام نفسك مثل الكواكب في السماء وكالأزاهر في الربا )
* أزهاره لا تذبل : استعاره مكنية حيث صور القلب بأرض فيها زهور ولا تذبل دليل على الحياة.
* نجومه لا تأفل : استعاره مكنية حيث صور القلب بسماء فيها نجوم لا تغيب.

* رسم الشاعر في هذا المقطع لوحة شعرية للإنسان المتفائل ، أحدد معالم تلك اللوحة.
  رسم الشاعر في هذا المقطع لوحة شعرية للإنسان المتفائل، فالأحلام الجميلة والآمال المشرقة تملأ حياته وتشمل  مرحلة الكهولة كما كانت مرحلة الصّبا، ويجعل قلبه عالما يمتلئ حبا للناس، لا تذبل أزهاره، ونجومه مضيئة  لا تغيب على امتداد الحياة. 
قضايا إعرابية وصرفية:
 *لتكن حياتك كلها أملا 
 * اللام : لام الأمر حرف جزم مبني لا محل له من الإعراب، تكن: فعل مضارع ناقص مجزوم وعلامة جزمه    
       السكون ، حياة: اسم تكن مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة وهو مضاف، كلُّها: توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة وهو مضاف، *أملا: خبر كان منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر.
 * ليكن بأمر الحب قلبك عالما: قلبك: اسم يكن مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف
 * عالما: خبر تكن منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر،   

 *" نوع عالما من المشتقات اسم فاعل لفعل ثلاثي وهو عَلِمَ"
الفكر ة الرابعة: الدعوة لترك الحزن وعدم التفكير في الحياة
ماتَ النهارُ ابنُ الصباح فلا تقولي كيفَ ماتْ.. إنَّ التأملَ في الحياةِ يَزيدُ أوجاعَ الحياةْ ا
فدعي الكآبةَ والأسى واسترجعي مَرَحَ الفتاةْ ... قد كانَ وجهُكِ في الضحى مثلَ الضحى متهللاً 
فيه البشاشةُ والبهاءْ ... ليكنْ كذلكَ في المساءْ.
* معاني المفردات: الكآبة: الحزن * الأسى: الحزن مادة * البشاشة: تهلل وجهه فرحا * البهاء: الجمال.

الشرح والتحليل: يتوجه الشاعر إلى سلمى مضفيا على الطبيعة صفات إنسانية فالنهار مات وهو ابن للصباح ولا تسألي كيف مات النهار لأن هذا يزيد أوجاع الإنسان وما عليك إلا ترك الكآبة والحزن وألا تستسلمي لهما واسترجعي مرح الفتاة فقد كان وجهك مبتسما وقت الضحى فلماذا لا يكون كذلك عند المساء ؟!
* التصوير الفني:
 * مات النهار ابن الصباح: استعارة مكنية حيث شبه النهار بإنسان يموت وشبهه مرة أخرى بأنه ابن للصباح،   فحذف المشبه به، وأبقى شيئا من لوازمه : مات، ابن" على سبيل الاستعارة المكنية.
* كان وجهك في الضحى مثل الضحى: تشبيه حيث شبه وجه سلمى في إشراقه وبهائه بضحىً مشرق.   
* لا تقولي كيف مات: أسلوب إنشائي طلبي " نهي " الغرض منه النصح والإرشاد، والدعوة إلى نبذ التشاؤم.
* استرجعي : أسلوب إنشائي طلبي " أمر ".  الغرض منه النصح والإرشاد، والدعوة إلى نبذ التشاؤم، والاستمتاع بالحياة. 
* استخدام الشاعر ألفاظا تبعث على التفاؤل ( الصباح – مرح الفتاة – وجهك مثل الضحى – البشاشة والبهاء )
 * استخدم الشاعر الترادف بقوله:" الكآبة والأسى".
قضايا إعرابية وصرفية:
* لا تقولي: * لا: حرف نهي وجزم وقلب مبني لا محل له من الإعراب
* تقولي: فعل مضارع مجزوم بـ" لا الناهية" وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.
 * الياء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
* كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال.
* يزيد: الجملة الفعلية في محل رفع خبر "إنّ"
* دعي: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة.
*استرجعي: فعل أمر معطوف على " دعي" مبني على حذف حرف النون.
* متهللا : حال منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
* فيه: شبه الجملة في محل رفع خبر مقدم
* البشاشة: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.


شرح وتحليل حكاية الولد الفلسطيني

الفكرة الأولى: ذكريات الطفولة الفلسطينية المؤلمة ..المحور الأول الذي يحمل عنوان  " أنا الولد الفلسطيني" 
لأن الورد لا يجرح ...قتلت الورد....لأن الهمس لا يفضحْ..سأعجِنُ كُلَّ أسراري بِلحْمِ الرَّعد..أنا الولد الفلسطيني.
شرح المقطع: بدأ الشاعر قصيدته بقضية لا منطقية " لأن الورد لا يجرح" ليعبر من خلالها عن الواقع اللامنطقي الذي  يعيشه الشعب الفلسطيني بعد تشرده عن وطنه واحتلال العدو أرضه ، والصمت العالمي المطبق تجاه قضيته وشعبه ، فيعبر  الشاعر عن رفضه لكل أشكال الصمت والخنوع والمهادنة التي عاشتها المنطقة العربية ، وقدم الشاعر الحدث عن صانع  الحدث " الطفل الفلسطيني" في مطلع القصيدة ، ليجعل من الثورة والمقاومة المنطلق الأساسي للإنسان الفلسطيني بعد سنوات عجاف من التخاذل والتواطؤ .   
التصوير الفني:
     *قتلت الورد: استعارة مكنية ، شبه الورد بصورة إنسان يُقتل فحذف المشبه به" الإنسان" وأبقى شيئا من لوازمه "قتلت " على سبيل الاستعارة المكنية ، وهي توحي بشدة العنف والتحدي.
  * سأعجن كلَّ أسراري بلحم الرعد: استعارة مكنية، صور أسراره ، وهي شيء معنوي بصورة الدقيق، وهو شيء مادي   يعجن ، فحذف المشبه به " الدقيق" وأبقى شيئا من لوازمه  "سأعجن  " على سبيل الاستعارة المكنية، كما  صورا لرعد بكائن ذي لحم ، وسر جمالها تجسيد المعنى وتقويته  وهي صورة معبرة   موحية ،بشدة المقاومة وإظهارها   تعكس نفسية الشاعر الثائر على الكبت والذل .
    اختار الشاعر مفرداته من معجم يفيض بمعاني الألم والقوة: يجرح، قتلت، يفضح، الرعد  .
أنا الولد المُطلُّ على سُهولِ القَشِّ والطّينِ….خبَرْت غُبارَها, ودُوارَها, والسُّهْدْ
وفي المرآة أضْحَكَني خيالُ رجالِنا في المهْد.....وأبكاني الدَّمُ المْهدورِ في غَيْرِ الميادينِ
ُتحارِبُ خَيلُنا في السِّنْد……….ووَقْتَ الشّاي ..... نحكي عن فِلَسْطينِ
معاني المفردات والتراكيب: *المطل: المشرف ، * دوارها: الدوران يأخذ بالرأس، * السّهد: الأرق ، 
   * المهدور: المستباح، يقال أهدَرَ دم فلان: أي أبطله وأباحه، * السّند: اسم مكان في جنوب باكستان     
شرح المقطع: يكشف الشاعر عن هويته بأنه الطفل الفلسطيني ، المطل بواقعه وذكرياته على حياة صعبة يعيشها في   سهول القش والطين ، حيث أنه خبر الغبار والدوار والتعب ، ويسخر الشاعر من واقع الأمة العربية التي لا تقدم شيئا عمليا لقضية فلسطين ، ويعبر عن حزنه العميق من حروب عربية تراق فيها الدماء ولا تخدم قضية العرب ويسخر ويتهكم على الجيوش العربية وذلك لأنها تترك قضية فلسطين لتحارب في السند  وتكتفي بالأحاديث عنها في مجالس لهوها ، ووقت شرب الشاي.
* التصوير الفني:
   * أنا الولد المُطلُّ على سُهولِ القَشِّ والطّينِ: كناية عن حياة البؤس والفقر التي عاشها الفلسطيني مشردا عن وطنه.
  * َخبَرْت غُبارَها, ودُوارَها, والسُّهْدْ: كناية عن صعوبة عيش الإنسان الفلسطيني الطباق: أضحكني، أبكاني.
·       النحو والصرف: استخرج من الفقرة السابقة : فاعل مؤخر ، مفعول به مقدم، اسم مفعول، اسم ممنوع من الصرف صرف للضرورة الشعرية.
 فاعل مؤخر: خيال ، الدَّم  * مفعول به مقدم: الياء الضمير المتصل في الأفعال " أبكاني، أضحكني"
     اسم مفعول: المهدور ،  * اسم ممنوع من الصرف صرف للضرورة الشعرية: فلسطين " علم أعجمي"

ويومَ عَجِزْتُ أنْ أفرحْ…..كَبرْتُ , وغيّرَتْ لي وَجْهَها الأشياء………تساقَطَتِ الجراحُ, على الرّبابةِ , فانبرَتْ تَصْدَحْ…..بلادُ اللهِ ضيقةٌ علي الفُقَراءْبلادُ اللهِ واسعةٌ وقد تَطْفحْ..بقافلةٍ من التُّجارِ والأوْغاد والأوباءْ
* معاني المفردات والتراكيب: انبرت: بدأت ، * تصدح: تغني،  * تطفح: تفيض ، * الأوغاد: الأدنياء
 * الأوباء: جمع وبا ، وهو الطاعون ، أو أي مرض يتفشى بين الناس ، ويقصد الفاسدين.
شرح المقطع: لم يستطع الشاعر الفرح بالنصر بسبب الهزيمة التي أصابت الشعب الفلسطيني، حيث أنه كبر مع هذه الهزيمة وتنكرت كل الأشياء له ، وتجاهلت قضيته العادلة ، وتغطت الجراح على الربابة والأفراح وأصبحت معزوفة حزينة تصدح  بالفقر والبؤس والتشرد ، فبلاد الله تضيق بالفقراء من أمثال الشاعر على الرغم من سعتها ورحابتها ،وبلاد الله واسعة مليئة بالفاسدين تجار القضية الذي يشكلون وباء كالطاعون.  
* التصوير الفني:
  * وغيّرَتْ لي وَجْهَها الأشياء : استعارة مكنية، شبه الأشياء بصورة إنسان فحذف المشبه به " الإنسان" وذكر شيئا من  لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.
 * تساقَطَتِ الجراحُ, على الرّبابةِ , فانبرَتْ تَصْدَحْ : صور الربابة بصورة إنسان يغني ألحانا حزينة
 * بقافلةٍ من التُّجارِ والأوْغاد والأوباءْ: كناية عن الفاسدين الذي يتاجرون بالقضية الفلسطينية.

أيأمُرُ سيِّدي فنكبَّ أهلَ الجوعِ  والأعباء؟أتقذفُهم؟ ومَنْ يبقى ليخْدِمَنا؟إذن تصْفَحْ
ويوم كَبِرْتُ لم أصْفحْحَلَفتُ بنوْمَةِ الشهداءِ, بالجُرْحِ المُشعْشَعِ فيَّ : لن أصْفَحْ
معاني الكلمات والتراكيب: * أصفح: أسامح ،   * المشعشع: المنتشر
شرح المقطع: وبعد التجاهل يأتي التساؤل من تجار القضية لأسيادهم للتخلص من أبناء الشعب الفلسطيني في مخيمات الشتات لأنهم أصبحوا جياع مرضى يكلفون تلك الدول فوق طاقاتها ، ولكن كيف يتخلص العرب من الفلسطنين وهم يخدمونهم دون  مقابل ، فعلى أبناء الشعب الفلسطيني الصفح عن جلاديه الذين شردهم من وطنهم ولكن الإجابة تأتي من الطفل الفلسطيني  الذي كبر وكبرت معه الآلام والمصائب بأنه لم يصفح ، وأقسم بدماء كل الشهداء وبالجرح المنتشر عند أبناء الشعب الفلسطيني بأنه لم يصفح ويسامح جلاديه وتجار القضية الذين تاجروا بدماء الشهداء
التصوير الفني:
 * أتقذفُهم؟ ومَنْ يبقى ليخْدِمَنا؟: صور محاولة تخلص الدول العربية من أبناء الشعب الفلسطيني بشيء يقذف في البحر.*  بالجُرْحِ المُشعْشَعِ فيَّ: كناية عن جراح الشعب الفلسطيني المنتشرة.
النحو والصرف:
  * استخرج من المقطع السابق:  فعل مضارع مجزوم ، اسم مرة ، اسم فاعل ، أسلوب قسم وبين أقسامه
       فعل مضارع مجزوم: أصفح  ، * اسم أو مصدر مرة : نومة     * اسم فاعل: المُشعشِع
*********************************
الفكرة الثانية : حمل المسؤولية والاستعداد للمقاومة ......المحور الثاني : أنا الرجل الفلسطيني
أنا الرَّجُلُ الفِلَسْطيني......أقولُ لكم: رأيتُ النّوق في وادي الغَضا تُذْبح
رأيتُ الفارسَ العربيَّ يَسْألُ كِسْرةً مِنْ خُبْزِ حطّينٍ ولا يَنْجَحْ........فَكيفَ، بربِّكُمْ، أصْفَحْ؟
معاني المفردات والتراكيب: النوق: جمع ناقة وهي الأنثى من الإبل ، * وادي الغضا : اسم مكان في بلاد نجد
شرح المقطع: عندما شب  الطفل الفلسطيني وصار رجلا ورفض كل أشكال الوصايا والإذلال ، وحمل على عاتقه عبء القضية والمقاومة والنضال ، تحمل مسؤولياته العظام تجاه شعبه ووطنه وعندما رأى كرامة الأمة العربية تذبح في عقر دارها ، وفي أطهر البقاع من شبه الجزيرة العربيّة  وعلى مرأى ومسمع من العرب والمسلمين دون أن يحرّكوا ساكنًا ورأى الفارس العربي لم ينجح في تحقيق النصر  كما فعل صلاح الدين في معركة حطين عندما انتصر على الأعداء وكل  ذلك يدل على التحسر والحزن ، وبعد كل ذلك يتساءل متعجبا كيف أصفح ؟؟
  التصوير الفني:
 * خبز حطين: استعارة تصريحيه ، صوَّر انتصار صلاح الدين بالخبز الذي يكفل الحياة، فحذف المشبه "انتصار صلاح  الدين" وصرح بالمشبه به " خبز حطين" على سبيل الاستعارة التصريحية.
     حطين: رمز إلى عصر القوة والانتصارات إبّان حكم الدّولة الأيوبيّة وبالتحديد القائد المسلم " صلاح الدين الأيوبيّ "
النحو والصرف:
 * استخرج من المقطوعة فعل مبني للمجهول ، وبيّن نائب الفاعل، وفعلا فاعله ضمير مستتر.
  الفعل المبني للمجهول: تُذْبَح ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره "هي"  * الفعل: أصفح: فاعله ضمير مستتر.
أنا الرَّجُلُ الفِلَسْطيني..أقولُ لكم: عرفتُ السّادةَ الفُقَراء........وأهلي السادةُ الفُقَراء
وكانَ الجوعُ يَشْحَذُ ألفَ سكّينٍ..........وألف شظيةٍ نَهَصَتْ، من المنفى ، تناديني
معاني المفردات والتراكيب:  * يشحذ : يحدّ السِّنان * شظية: أصلها شظي جمعها شظايا كل ما تناثر من جسم صلب
شرح المقطع:  يعود الشاعر ليؤكد ويوضح بأنه الرجل الفلسطيني الذي يخبر من حوله أنه يعرف السادة الذين أصبحوا فقراء بعد أن سُلبت أرضهم وعانوا من الفقر والجوع ، فهم أهلي ، الذين عانوا من الجوع والتشرد فكان ذلك عنوانا لشحذ الهمم وتقويتها للثورة على الأعداء .
  * التصوير الفني:
  * وكانَ الجوعُ يَشْحَذُ ألفَ سكّينٍ : استعارة مكنية  صوّر الجوع بصورة إنسان يشحذ سكينا ليعذب الفقراء فحذف المشبه به "الإنسان" وذكر شيئا من لوازم على سبيل الاستعارة المكنية.                                                                                                                     * وألف شظيةٍ نَهَصَتْ، من المنفى ، تناديني:  استعارة مكنية  صوّر الشظية  بصورة إنسان ينادي  فحذف المشبه به  "الإنسان" وذكر شيئا من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.                              غريبٌ وجهُكَ العربيُّ بيّن مخيمات الثّلجِ والرّمضاءبعيدٌ وجهُك الوضاء.....فكيف يعودُ؟
            بالجسدِ الفتيِّ تعبّد الهيجاء..............سنرفع جُرْحَنا وطناً ونسكنُه
 سَنَلْغَمُ دَمعنا بالصَّبْر بالبارود نشحنُه........ولسنا نَرْهَبُ التّاريخَ لكنّا نُكوِّنُه
    المعاني والتراكيب: * الرمضاء: من الفعل رَمِضَ وهي شدة الحر * الوضّاء: المشرق *الفتيّ: الشاب         * الهيجاء: الحرب      * نشحنه: نملأه 
شرح المقطع: قرر الشاعر أن ينطلق من مخيمات الغربة القاسية بعيدا عن وطنه ، فكيف سيعود ، وأن عودته تبدو  مستحيلة ليقرر بأن سيحمل جرحه النازف وينطلق من مخيمات الصمود والتصدي وأن يجعل من جوعه وبؤسه طريقا   للحرية ، ومن دمائه الزكية وجراحه النازفة طريقا معبدا للنصر والعزة غير خائف من التاريخ لأننا سنصنع التاريخ عندما نحرر وطننا المسلوب ونسترجع حقوقنا المنهوبة. 
  * التصوير الفني:
    * مخيمات الثّلجِ والرّمضاء: كناية عن قسوة حياة الغربة وشدة ألم البعد عن الوطن
    * استخدم الشاعر أسلوب إنشائي في المقطوعة السابقة، استخرجه وبيّن المعنى البلاغي الذي خرج إليه.
       الأسلوب الإنشائي: فكيف يعود: المعنى البلاغي الذي خرج إليه الاستفهام هو الاستبعاد.
   النحو والصرف:
           استخرج فعلا ناقصا وبيّن اسمه وخبره ، وحرف استدراك ونصب وبيّن اسمه وخبره.
       الفعل الناقص: ليس        اسمها: الضمير المتصل "نا"    خبرها: الجملة الفعلية "نرهب "
        حرف استدراك: لكنّ    اسمها : الضمير المتصل "نا"     خبرها: الجملة الفعلية :"نكونّه"   
جياعٌ نحن...طابَ الفتح، إنَّ الجوعَ يَفْتِنَهُ....جياعٌ نحن؟ ماذا يَخْسَرُ الفُقَراء؟..أنخسر جوعنا والقيد؟
أتعلم أنَّ هذا الكونَ الكونِ لا يهتمُّ بالشَّحاذِ والبكَّاء ؟......أتعلم أنَّ هذا الكونَ باركَ من يَردُّ الكيدْ؟
علمت....إذن؟..لِيغْلِ وطيسُنا المخزونُ في كلِّ الميادينِ...لتَغْلِ مخيماتُ القشِّ والطينِ
المفردات والتراكيب:   وطيسنا:  الوطيس: التنور، شدة الحرب  ، لتغلِ : لتشتعل
شرح المقطع:  يعبّر الشاعر عن أوضاع الشعب الفلسطيني ، إنهم جياع ، وهذا الجوع يحرك الغضب ويشعله ، ويؤكد الشاعر على قضية الجوع ، وينفي أن يخسر الفقراء شيئا عندما يثورون على الجوع ، فهل سيخسرون القيد والخيمة ؟ ويؤكد الشاعر أن العالم لا يحترم إلا القوي، ولا مكان فيه للضعفاء ، فلابد من امتلاك أسباب القوة ، فيقرر نتيجة لذلك أن ينطلق  من مخيمات الجوع والتشرد ، وأن يجعل من جوعه وبؤسه طريقا للحرية ، ومن دمائه الزكية وجراحه النازفة طريقا معبدا للنصر والعزة فلا شيء يخاف الفقراء أن يخسروه .   
التصوير الفني:
 * لِيغْلِ وطيسُنا المخزونُ في كلِّ الميادينِ: استعارة مكنية، شبه المخيمات الفلسطينية ، وما بها من تفجر غاضب بصورة الماء الذي يغلي ، فحذف المشبه به " الماء" وذكر شيئا من لوازمه "ليغلِ"  على سبيل الاستعارة المكنية .
 * الكناية بقوله:" أنخسر جوعنا والقيد" كناية عن عدم وجود شيء ذي قيمة نخسره.
* ما المعنى البلاغي الذي خرج إليه الاستفهام بقول الشاعر" ماذا يَخْسَرُ الفُقَراء؟"
     أتعلم أنَّ هذا الكونَ الكونِ لا يهتمُّ بالشَّحاذِ والبكَّاء ؟.....أتعلم أنَّ هذا الكونَ باركَ من يَردُّ الكيدْ؟
علمت إذن؟...لِيغْلِ وطيسُنا المخزونُ في كلِّ الميادينِ...ِتَغْلِ مخيماتُ القشِّ والطينِ.
النحو والصرف: استخرج من المقطع : فعل مضارع مجزوم ، اسم مفعول، بدل منصوب ، اسم مجرور بالإضافة .
فعل مضارع مجزوم : ليغلِ ، علامة جزمه حذف حرف العلة، * اسم مفعول: المخزون، * بدل منصوب: الكون * اسم مجرور بالإضافة: الميادين : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم.
***************************
الفكرة الثالثة: الإيمان بالنصر المؤزر .......  المقطع الثالث " أنا العربي الفلسطيني"
أنا العربي الفلسطيني....أقول وقد بدلت ُ لسانيَ العاري بِلحم الرَّعد
ألا لا يجهلنْ أحدٌ علينا بَعدْ....حَرَقنا مُنْذُ هَلَّ الضَّوءُ ثوبَ المهد
وألقمنا وحوشَ الغاب مما تُنبتُ الصَّحرا رجالاً لحْمُهم مُرٌّ....ورملا عاصِفَ الأنواء
ولمّا ليلةٌ جُنَّتْ أضاء الوجدْ.....وقد تعوي الثعالب وهيَ تَدْهنُ سُمَّها يالشَّهدْ
معاني المفردات والتراكيب: * لحم الرعد: دلالة على الثورة     الأنواء: جمع نَوء ، وهو شدة هبوب الريح  *
شرح المقطع:  يفتتح الشاعر المقطع بعبارة" أنا العربي الفلسطيني" ليستمد من شهامة العربي ، والتاريخ العربي المشرق قوته وعزيمته، ويصل أيامه الحاضرة بأيام الانتصار الأولى للعرب ، فلسانه العاري الذي كان خجولا تبدل تبدل إلى ثورة عارمة تفضح الأعداء وانتهاكاتهم ، ويعبر عن رفضه للأعداء ويهدد كل من يحاول أن ينال من كرامة شعبه وأمنه وكل ذلك استحضره من خلال ربط الماضي بالحاضر ، ثم يعبر عن تمرد الشعب وثورته التي أعلنها فصارت واضحة كالضوء للجميع ، وجعل من تضحيات رجاله نارا على الأعداء ومن رمال أوطانه عواصف تعمي الأبصار ، فالثعالب الماكرة من زعامات العرب قد تعوي ، ولا يبدو منها أنها بكلامها المعسول تبطن نية مسمومة هدفها إضاعة فلسطين وتشريد أهلها
التصوير الفني:
 رجالا لحمهم مر: كناية عن منعتهم وعزتهم .
 أجرى الشاعر في المقطع تناصا أدبيا ، استخرجه وبيّن كيف أفاد منه الشاعر في قصيدته .
  التناص الأدبي: ألا لا يجهلنْ أحدٌ علينا بَعدْ ، استحضره من قول الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم:
              ألا لا يجهلنْ أحدٌ علينا            فنجهلَ فوق جهل الجاهلينا 
   أفاد الشاعر منه في النص ويعبر عن رفضه للأعداء ويهدد كل من يحاول أن ينال من كرامة شعبه وأمنه.
  صغارٌ عظمُهمْ هَشٌّ بدون كِساء........أيحتملون برد الليل؟ هل نصرٌ بهم يُحرز ؟                                                                                                             أجل ونهارُنا العربيُّ مَفتوحٌ على الدُّنيا على الشُّرفاء.....أجل..... ويضيءُ هذا النصرُ في الطرقاتِ والأحياء
لأنَّ الكفَّ سَوفَ تُلاطمُ المِخرزْ...ولنْ تعجز......ألا لا يجهلنْ أحدٌ علينا بَعدْ ، إنَّ الكفَّ لنْ تَعْجز
معاني المفردات والتراكيب:   * هش: طري لين،     * الشهد: العسل          * أجل: حرف جواب     
شرح المقطع:   هؤلاء الصغار سيتحدون بأجسادهم العارية وإصرارهم الأعداء ، وسيضيئون بالنصر سماء العرب  وكل الطرقات والأحياء ليثبتوا للعالم أن الكف تلاطم مخرزا ، ليعزز الإيمان العميق بحتمية المواجهة والمقاومة لرفع الظلم ، وأن الحق لابُدَّ أن ينتصر.
* التصوير الفني:
  ما المعنى البلاغي الذي خرج إليه الاستفهام بقول الشاعر: " هل نصرٌ بهم يُحرز ؟"
      المعنى البلاغي الذي خرج إليه الاستفهام بقول الشاعر: " هل نصرٌ بهم يُحرز هو التعجب.
   أجرى الشاعر في المقطع تناصا تراثيا ، استخرجه وبيّن كيف أفاد منه الشاعر في قصيدته .
   التناص التراثي: الكفَّ لا تُلاطمُ المِخرزْ ، ولكنّ الشاعر حوّره بقوله " الكف سوف تلاطم المخرز" ليعبر عن إيمانه  العميق بحتمية المواجهة والمقاومة لرفع العدوان.
 * ما المعنى البلاغي الذي خرج إليه الأمر بقوله:" ألا لا يجهلنْ أحدٌ علينا"
    المعنى البلاغي الذي خرج إليه الأمر بقوله:" ألا لا يجهلنْ أحدٌ علينا" هو التهديد.
 * التكرار بقول الشاعر:" ألا لا يجهلنْ أحدٌ علينا" ولَّد انسجاما في الإيقاع الموسيقي ، وتألفا في الأصوات مما أسهم في  تأكيد المعنى وتوضيحه. 

أغنية إلى ولدي علي

مناسبة القصيدة: كتب الشاعر هذه القصيدة في بيروت عام 1973م، وفي منفاه تذكر الولد والزوجة والأهل والوطن ، فأفصح عن نفسه وأماله، بأغنيته التي وجهها من المنفى لابنه علي، فجاءت على نمط الرسالة في قالب الأغنية إلى الولد الصغير.
شرح القصيدة:
الفكرة الأولى: تذكر الشاعر من منفاه ابنه علياً ولحظة الوداع لزوجته.
  ولدي الحبيب.....ناديت باسمك، والجليد........كالليل يهبط فوق رأسي، كالضباب
  كعيون أمك في وداعي، كالمغيب..... ناديت باسمك.....في مهب الريح ...في المنفى
                        فجاوبني الصدى "ولدي الحبيب"
الشرح والتحليل: استخدم الشاعر أسلوب الرسالة حيث ابتدأ قصيدته بعبارة"ولدي الحبيب" وهذه جملة افتتاحية عادة في بداية الرسائل من الوالد إلى الولد ولبيان شدة حبه لابنه، حيث تذكر الشاعر ابنه من منفاه بيروت حيث البرودة والجليد وهو في أشد الحاجة إلى الشعور بدفء ابنه وأهله ووطنه،وصور الشاعر الضباب الذي يحيط به ويشعره بالبرودة بصورة عيون زوجته الدامعة لحظة فراقه،وهذا النداء  "ولدي الحبيب" ذهب صداه في المنفى دون ان يجيب ابنه دلالة على صغر ابنه وعدم ادركه لما يدور حوله وعلى عدم وجود مغيث لندائه، فهو بعيد عن وطنه .
التصوير الفني: شبه الضباب في بيروت والجليد بعيون زوجته الدامعة لحظة الوداع
الإعراب: ولدي: منادى منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة. " حرف النداء مقدر"....النداء يفيد التحبب لصغيره البعيد عنه.
* باسمك: الباء حرف جر يفيد الاستعانة *في المنفى: في حرف جر يفيد الظرفية المكانية.

الفكرة الثانية: الحديث عن الاضطهاد في العراق.
والقاتلون.....يحصون أنفاسي، وفي وطني المعذّب يسجنون....آباء إخوتك الصغار
                       ويبشرون....بالعالم الحر، العبيد
الشرح والتحليل: يتحدث الشاعر عن الاضطهاد في العراق فالمحتلون قاتلون مجرمون ،يلاحقون الأحرار من أمثال الشاعر ويتابعون أشعاره التي يدافع فيها عن وطنه وعذاباته: فهؤلاء المحتلون يسجنون آباء الأطفال، وصور الشاعر هنا فكرة الصراع بين الطبقات الفقيرة والطغاة المتجبرين الذين يستغلون العبيد ويوهمونهم برغد العيش .
التصوير الفني: يحصون أنفاسي: صور مراقبة المحتلين لكلام الشاعر بصورة إنسان يعد أنفاس آخر.
استخدم الشاعر الطباق"الحر والعبيد" رغبة في تغيير الواقع المرير.
القاتلون: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.
القاتلون: نوعه من المشتقات "اسم فاعل"المعذّب  نوعه من المشتقات "اسم مفعول".

الفكرة الثالثة: توضيح الوهم الذي يحيط بمن يؤمنون بأن الحياة هبة الدولار.
وبمعجزات.... دولارهم – أمل الشعوب – وواهب الموتى، الحياة....ويروّعون الأمهات
ويخضبون.....رايات شعبك، يا صغيري، بالدماء...وأنت لاه، لا تجيب....................
             لاه بلعبتك الجديدة،لا تجيب....وعيون أمك في انتظاري، والسماء.
الشرح والتحليل: يسخر الشاعر من دغدغة القاتلين لمشاعر شعوبهم الفقيرة،حيث يبشرونهم كذبا ًبحياة فيها رفاهية،وهم في الوقت نفسه يعملون على تجويعهم،ويمارسون ضدهم أبشع أنواع العذاب، ويغيرون رايات الشعوب التي ترمز إلى الكرامة بدماء الفقراء والضعفاء . لكنك أنت لاه لا تجيب لا تكترث لما يجري حولك لصغر سنك وانشغالك بلعبتك الجديدة، ويصف عيون زوجته التي تعبر عن الشوق والأمل في عودة الشاعر إلى أسرته .




التصوير الفني: دولارهم – أمل الشعوب: صور الدولار بصورة الأمل الذي يبعث الخير في النفوس.
رايات: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة عوضاً عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم .
لاه: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل

الفكرة الرابعة: يتذكر الشاعرالبائسين في بغداد "بائع الخبز، المتسولون، العميان"

والليل في( بغداد)ينتظر الصباح.....وبائع الخبز الحزين......يطوف في الأسواق، والعميان والمتسولون
         ......يستأنفون عاى الرصيف.................تلاوة الذكر الحكيم............

الشرح والتحليل: يصف الشاعر بعض فئات الشعب العراقي المظلوم مثل: بائع الخبز الحزين الذي يطوف الأسواق، والعميان والمتسولين يستأنفون تلاوة الذكر الحكيم على الأرصفة، فكل هذه الفئات المسحوقة تنظر إلى السماء متأملة زوال الاستعمار ،وتغييرالواقع المرير.

التصوير الفني: والليل في بغداد ينتظر الصباح: يرمز الليل إلى الظلم والصباح إلى الحرية والحياة الكريمة.
استخدم الشاعر الطباق بين الليل والصباح رغبة منه في تغيير الواقع المرير .
صوّر الليل بصورة إنسان ينتظر والصباح بصورة إنسان ينتظر قدومه يشوق.
بغداد: اسم مجروروعلامة جره الفتحة بدلاً من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف (علم اعجمي).

الفكرة الخامسة: التنبؤ بثورة الشعب العراقي على السجان، وتحطيم الأغلال، وانتصار الشعب على الطغاة .

ووراء أسوار السجون.......يستيقظ الشعب العظيم....محطماً أغلاله، ولدي الحبيب... وأنت لاه، لا تجيب......
الريح في المنفى تهب،كأن شيئاً فيّ مات.......إني أبارك، يا صغيري رغم قسوتها، الحياة......................
                            فأنا وأنت لشعبنا ملك، وإن كره الطغاة .

الشرح والتحليل: يتنبأ الشاعر بثورة شعب العراق على الطغاة، وبقرب فجر حريته، فالشعب لم يكن نائماً وإنما السجن يشحنه بقوة، ويملأ نفسه بالثورةعلى الظلم ، وسيحطم الشعب بصحوته أغلال السجن ،والريح القادمة من المنفى تبشر بالخير فهي تلك الثورة التي ستهزم الغاصبين، ونبدو نظرة الشاعر تفاؤلية بمباركة الحياة والتوحد مع الشعب رغماً عن رغبة الطغاة .

التصوير الفني: يستيقظ الشعب العظيم : صور الشعب الثائر على المحتل بصورة إنسان يستيقظ من النوم.
استخدم الشاعر الطباق بين" الحياة والموت" رغبة منه في تغيير الواقع المرير .
محطماً: حال منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره .
أغلاله: مفعول به لاسم الفاعل"محطما" منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف .

كأن: حرف تشبيه ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب"من أخوات إن"