الأربعاء، 9 أبريل 2014

قصيدة المشرّد

مناسبة القصيدة: يعبر الشاعر عن النكبة التي وقعت عام 1948م، حيث احتل اليهود فلسطين وأقاموا على ترابها دولتهم، وشرّدوا الشعب الفلسطيني في المنافي والدول المجاورة، بعد أن عذّبوه وقتلوه وسلبوا أرضه ومنازله ومقدساته، وقد صوّر الشاعر هذه المعاني أصدق تصوير، وفي الحادي عشر من تشرين أوّل عام 1980م مات الشاعر ودفن في دمشق.
شرح القصيدة:
   الفكرة الأولى: تلاحم الشعب الفلسطيني في تحمل المصائب والخطوب .           الأبيات  من1-6
1- يا أخي أنت معي في كلّ درب      فاحمل الجرح وسر جنباً لجنب
شرح البيت: يدعو الشاعر أخاه الفلسطيني للسير متحدين يشدّ بعضهم بعضاً في درب النضال، وتحمل المصائب والخطوب التي حلّت بأبناء الشعب الفلسطيني .
التصوير الفني: فاحمل الجرح: صوّر النكبة بصورة الجرح النازف دلالة على شدة ما ألمّ بالفلسطينيين.
المعنى البلاغي الذي خرج إليهالأمر في قوله: "فاحمل" الالتماس.
2- نحن إن لم نحترق كيف السّنا      يملأ الدنّيا ويهدي كلّ درب
شرح البيت: يدعو الشاعر لمواجهة ما يعانيه الفلسطينيون بالثورة والتضحية بكلّ ما يملك لنيل الحرية كالشمعة التي تحترق لإضاءة وإنارة الطريق لغيرها .
التصوير الفني: - نحن إن لم نحترق: شبه المناضلين بشمعة تحترق لتضيء السبيل لغيرها ، فحذف المشبه به
"الشمعة" وذكر شيئاً من لوازمه"تحترق" على سبيل الاستعارة المكنية .
 استخدم الشاعر أسلوب الاستفهام "كيف السّنا" للتعجب وأسلوب الشرط: "إن لم نحترق كيف السّنا" للإقناع.
كيف: اسم استفهام مبني في محل رفع خبر .
3- سر معي في طرق العمر وقل    أين من يحمي الحمى أو من يلبي؟
شرح البيت: يخاطب الشاعر أخاه الفلسطيني طالباً منه أن يسير مع أبناء الشعب الفلسطيني متوحدين متماسكين للدفاع عن وطنهم السليب ويستبعد الشاعر من خلال الاستفهام أن يكون هناك نصيراً يحمي الأوطان ويلبي نداء أهلها .
   أسلوب الاستفهام"أين من يحمي الحمى" يفيد الاستبعاد. أسلوب الأمر" سر معي" يفيد الالتماس.
4- فهنا الأيتام في أدمعهم       وهنا تهوي العذارى مثل شهب
شرح البيت: يعبر الشاعر عن فئات الشعب الفلسطيني التي عانت التشرد والحزن والانكسار فاليتامى يبكون لما حلّ بهم من موت وتشرد، والفتيات العذارى هتكت أعراضهن فسقطت كالنجوم الساطعة التي تتهاوى من السماء،دلالة على الضياع .
التصوير الفني:" وهنا تهوي العذارى مثل شهب" شبه الفتيات العذارى وقد هتكت أعراضهن، بالنجوم
 الساطعة التي تتهاوى من السماء، وهي توحي بالضياع والإذلال.
5- وشيوخ حملوا أعوامهم          مثقلات بشظايا كلّ خطب
شرح البيت: يتابع الشاعر حديثه عن فئات الشعب الفلسطيني التي عانت التشرد والحزن والانكسارفالشيوخ حملوا أعوامهم المثقلة بالحزن والأسى دلالة على الظلم الذي يواجهونه من ظلم الاحتلال .
التصوير الفني: " حملوا أعوامهم":استعارة مكنية، شبه الأعوام بشيء ثقيل يحمل، فحذف المشبه به
"الشيء الثقيل" وأبقى شيئاً من لوازمه(يحمل) على سبيل الاستعارة المكنية.         
"مثقلات بشظايا كلّ خطب"صوّر الخطوب بصورة الشظايا التي تنقسم إلى أجزاء.
وشيوخ: الواو: واو ربّ حرف جر شبيه بالزائد. شيوخ: اسم مجرور لفظاً مرفوع محلاً على أنه مبتدأ.
مثقلات ٍ: حال منصوب وعلامة نصبه تنوين الكسر عوضاً عن الفتح لأنه جمع مؤنث سالم.
6- هم ضحايا الظلم هل تعرفهم         إنهم أهلي-على الدهر-وصحبي
شرشرح البيت: كل أبناء الشعب الفلسطيني هم ضحايا ظلم الاحتلال. ويسأل الشاعر أخاه الفلسطيني الشريك معه في الحزن والتشرد هل تعرفهم؟ ثم يقرر أنهم أهله وصحبه طوال الدهر.
استخدم الشاعر أسلوب الاستفهام" هل تعرفهم" للتقرير والتأكيد.
   الفكرة الثانية: مناجاة فلسطين والتعبير عن الشوق والحنين إلى ربوعها               الأبيات من7-9 .
   7-يا فلسطين وكيف الملتقى      هل أرى بعد النوى أقدس ترب؟   
شرشرح البيت:يناجي الشاعر فلسطين معبراً عن حنينه وشوقه لترابها وربوعها متمنباً أن يرى ترابها المقدس بعد أن ابتعد عنها .



استخدم الشاعر أسلوب النداء "يا فلسطين" وهو أسلوب إنشائي يفيد التحسر.
استخدم الشاعر أسلوب الاستفهام" وكيف الملتقى" للتقرير والتأكيد .
8- وأرى قلبي على شاطئها      ناشراًأحلامه العذراء قربي
شرشرح البيت:يتمنى الشاعرأن ينعم قلبه بجمال شواطىء فلسطين وينشر أحلامه الجميلة قربه ويهنأ بحياة مليئة بالآمال والأحلام دلالة على شدة شوقه وحنينه لوطنه .

التصوير الفني: صوّر قلبه بصورة إنسان يجلس على شاطىء بلاده منعماً بالحرية ينشر أحلامه بالقرب من الشاعر.
أرى: من الأفعال التي تنصب مفعولين وهما:
قلبي : مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة من من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة وهو مضاف .وياء المتكلم ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
ناشراً: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
أحلامه: مفعول به منصوب لاسم الفاعل(ناشرا) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة وهو مضاف.
9- وأرى السمراء تلهو بالهوى       تهب النور لعيني كلّ صبّ
شرشرح البيت:يتمنى الشاعر أن يرى "السمراء" فلسطين تنعم بحب أهلها وتلهو بالحب والحرية، وتمنح النور لعيون المشتاقين لها من أبنائها الذين شردوا عنها مجبرين.
التصوير الفني: صوّ فلسطين بصورة الفتاة السمراء فحذف المشبه"فلسطين" وصرح بالمشبه به السمراء على سبيل الاستعارة التصريحية .
   الفكرة الثالثة: زرع الأمل في نفوس الشعب الفلسطيني .            الأبيات من  10-13
10- أيها الباكي وهل يجدي البكا           بعدما أصبحت في كل مهب
شرشرح البيت:يخاطب الشاعر من يبكي على ضياع فلسطين بسؤال إنكاري قائلاً بأن البكاء لا ينفع لمن أصبح وحيداً معذباً في أرجاء المعمورة .
استخدم الشاعر أسلوب النداء "أيها الباكي" وهو أسلوب إنشائي يفيد التحسر والأسى.
استخدم الشاعر أسلوب الاستفهام" وهل يجدي البكا" يفيد النفي.
مهب: اسم مكان "أي مكان هبوب الريح.
11- كفكف الدمع وسر في أفق         حافل بالأمل الضاحك رحب
شرشرح البيت: يخاطب الشاعر من يبكي على ضياع فلسطين قائلاً: لا بدّ أن تمسح دموعك، وأن تندفع نحو الحياة المفعمة بالأمل والتفاؤل،لأنهما أساس الحياة.
التصوير الفني: حافل بالأمل الضاحك: صوّر الأمل بصورة إنسان ضاحك فحذف المشبه به،وأبقى شيئاً من لوازمه "ضاحك" على سبيل الاستعارة المكنية .
استخدم الشاعر أسلوب الأمر" كفكف الدمع وسر" الذي يفيد النصح والإرشاد.
12- ننثر الأنجم في موكبه       موكب الحرّية الحمراء يصبي
شرشرح البيت: يعبر الشاعر عن التضحيات العظيمة التي يقدمها الشعب الفلسطيني فداء للوطن، وأن دماء الشهداء والجرحى هي التي تضيء له سبيل الحرية والاستقلال ..
التصوير الفني:" ننثر الأنجم" استعارة تصريحية: حيث شبه الشهداء الذين يضيئون طريق الحرية بدمائهم بصورة الأنجم التي تضىء الطريق، فحذف المشبه"الشهداء" وصرح بالمشبه به وهذه الصورة توحي بكثرة الشهداء ومنزلتهم .
الحرية الحمراء: كناية عن كثرة التضحيات، وتوحي بأهمية التضحية في نيل الحرية.
13- يا أخي ما ضاع منّا وطن        خالد نحمله في كلّ قلب

شرشرح البيت: يخاطب الشاعر أخاه محاولاً أن يبث الأمل في نفسه قائلاً له: بأن الوطن الذي يحمله الأبناء في قلوبهم لا يمكن أن يضيع مهما ابتعدوا عنه وشرّدوا في سبيله .

هناك تعليق واحد: