الأربعاء، 9 أبريل 2014

أغنية إلى ولدي علي

مناسبة القصيدة: كتب الشاعر هذه القصيدة في بيروت عام 1973م، وفي منفاه تذكر الولد والزوجة والأهل والوطن ، فأفصح عن نفسه وأماله، بأغنيته التي وجهها من المنفى لابنه علي، فجاءت على نمط الرسالة في قالب الأغنية إلى الولد الصغير.
شرح القصيدة:
الفكرة الأولى: تذكر الشاعر من منفاه ابنه علياً ولحظة الوداع لزوجته.
  ولدي الحبيب.....ناديت باسمك، والجليد........كالليل يهبط فوق رأسي، كالضباب
  كعيون أمك في وداعي، كالمغيب..... ناديت باسمك.....في مهب الريح ...في المنفى
                        فجاوبني الصدى "ولدي الحبيب"
الشرح والتحليل: استخدم الشاعر أسلوب الرسالة حيث ابتدأ قصيدته بعبارة"ولدي الحبيب" وهذه جملة افتتاحية عادة في بداية الرسائل من الوالد إلى الولد ولبيان شدة حبه لابنه، حيث تذكر الشاعر ابنه من منفاه بيروت حيث البرودة والجليد وهو في أشد الحاجة إلى الشعور بدفء ابنه وأهله ووطنه،وصور الشاعر الضباب الذي يحيط به ويشعره بالبرودة بصورة عيون زوجته الدامعة لحظة فراقه،وهذا النداء  "ولدي الحبيب" ذهب صداه في المنفى دون ان يجيب ابنه دلالة على صغر ابنه وعدم ادركه لما يدور حوله وعلى عدم وجود مغيث لندائه، فهو بعيد عن وطنه .
التصوير الفني: شبه الضباب في بيروت والجليد بعيون زوجته الدامعة لحظة الوداع
الإعراب: ولدي: منادى منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة. " حرف النداء مقدر"....النداء يفيد التحبب لصغيره البعيد عنه.
* باسمك: الباء حرف جر يفيد الاستعانة *في المنفى: في حرف جر يفيد الظرفية المكانية.

الفكرة الثانية: الحديث عن الاضطهاد في العراق.
والقاتلون.....يحصون أنفاسي، وفي وطني المعذّب يسجنون....آباء إخوتك الصغار
                       ويبشرون....بالعالم الحر، العبيد
الشرح والتحليل: يتحدث الشاعر عن الاضطهاد في العراق فالمحتلون قاتلون مجرمون ،يلاحقون الأحرار من أمثال الشاعر ويتابعون أشعاره التي يدافع فيها عن وطنه وعذاباته: فهؤلاء المحتلون يسجنون آباء الأطفال، وصور الشاعر هنا فكرة الصراع بين الطبقات الفقيرة والطغاة المتجبرين الذين يستغلون العبيد ويوهمونهم برغد العيش .
التصوير الفني: يحصون أنفاسي: صور مراقبة المحتلين لكلام الشاعر بصورة إنسان يعد أنفاس آخر.
استخدم الشاعر الطباق"الحر والعبيد" رغبة في تغيير الواقع المرير.
القاتلون: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.
القاتلون: نوعه من المشتقات "اسم فاعل"المعذّب  نوعه من المشتقات "اسم مفعول".

الفكرة الثالثة: توضيح الوهم الذي يحيط بمن يؤمنون بأن الحياة هبة الدولار.
وبمعجزات.... دولارهم – أمل الشعوب – وواهب الموتى، الحياة....ويروّعون الأمهات
ويخضبون.....رايات شعبك، يا صغيري، بالدماء...وأنت لاه، لا تجيب....................
             لاه بلعبتك الجديدة،لا تجيب....وعيون أمك في انتظاري، والسماء.
الشرح والتحليل: يسخر الشاعر من دغدغة القاتلين لمشاعر شعوبهم الفقيرة،حيث يبشرونهم كذبا ًبحياة فيها رفاهية،وهم في الوقت نفسه يعملون على تجويعهم،ويمارسون ضدهم أبشع أنواع العذاب، ويغيرون رايات الشعوب التي ترمز إلى الكرامة بدماء الفقراء والضعفاء . لكنك أنت لاه لا تجيب لا تكترث لما يجري حولك لصغر سنك وانشغالك بلعبتك الجديدة، ويصف عيون زوجته التي تعبر عن الشوق والأمل في عودة الشاعر إلى أسرته .




التصوير الفني: دولارهم – أمل الشعوب: صور الدولار بصورة الأمل الذي يبعث الخير في النفوس.
رايات: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة عوضاً عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم .
لاه: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل

الفكرة الرابعة: يتذكر الشاعرالبائسين في بغداد "بائع الخبز، المتسولون، العميان"

والليل في( بغداد)ينتظر الصباح.....وبائع الخبز الحزين......يطوف في الأسواق، والعميان والمتسولون
         ......يستأنفون عاى الرصيف.................تلاوة الذكر الحكيم............

الشرح والتحليل: يصف الشاعر بعض فئات الشعب العراقي المظلوم مثل: بائع الخبز الحزين الذي يطوف الأسواق، والعميان والمتسولين يستأنفون تلاوة الذكر الحكيم على الأرصفة، فكل هذه الفئات المسحوقة تنظر إلى السماء متأملة زوال الاستعمار ،وتغييرالواقع المرير.

التصوير الفني: والليل في بغداد ينتظر الصباح: يرمز الليل إلى الظلم والصباح إلى الحرية والحياة الكريمة.
استخدم الشاعر الطباق بين الليل والصباح رغبة منه في تغيير الواقع المرير .
صوّر الليل بصورة إنسان ينتظر والصباح بصورة إنسان ينتظر قدومه يشوق.
بغداد: اسم مجروروعلامة جره الفتحة بدلاً من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف (علم اعجمي).

الفكرة الخامسة: التنبؤ بثورة الشعب العراقي على السجان، وتحطيم الأغلال، وانتصار الشعب على الطغاة .

ووراء أسوار السجون.......يستيقظ الشعب العظيم....محطماً أغلاله، ولدي الحبيب... وأنت لاه، لا تجيب......
الريح في المنفى تهب،كأن شيئاً فيّ مات.......إني أبارك، يا صغيري رغم قسوتها، الحياة......................
                            فأنا وأنت لشعبنا ملك، وإن كره الطغاة .

الشرح والتحليل: يتنبأ الشاعر بثورة شعب العراق على الطغاة، وبقرب فجر حريته، فالشعب لم يكن نائماً وإنما السجن يشحنه بقوة، ويملأ نفسه بالثورةعلى الظلم ، وسيحطم الشعب بصحوته أغلال السجن ،والريح القادمة من المنفى تبشر بالخير فهي تلك الثورة التي ستهزم الغاصبين، ونبدو نظرة الشاعر تفاؤلية بمباركة الحياة والتوحد مع الشعب رغماً عن رغبة الطغاة .

التصوير الفني: يستيقظ الشعب العظيم : صور الشعب الثائر على المحتل بصورة إنسان يستيقظ من النوم.
استخدم الشاعر الطباق بين" الحياة والموت" رغبة منه في تغيير الواقع المرير .
محطماً: حال منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره .
أغلاله: مفعول به لاسم الفاعل"محطما" منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف .

كأن: حرف تشبيه ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب"من أخوات إن"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق