الأربعاء، 9 أبريل 2014

شرح سورة النحل

                                                 سورة النحل     ---      مكية                         إعداد المعلم : محمد العيسة
                                                                                                 مدرسة : ذ . اسكندر الخوري الثانوية
سميت بهذا الاسم لاشتمالها على تلك العبرة البليغة التي تُشير إلى عجيب صنع الخالق وتدل على الألوهية بهذا الصنع العجيب " خلق النحل " .
1- الآيات من (77-81).
• الفكرة: بيان قدرة الله وإعجازه يتخللها إحصاء بعض النعم الإلهية.
الآية:77 (ولله غيب السموات والأرض، وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إنّ الله على كل شيء قدير)
- وهو أقرب: أي قدوم الساعة أقرب من لمح البصر، دلالة على سرعة قدومها وسهولته على الله.
- الساعة: الوقت الذي تقوم فيه القيامة. – لمح البصر: طرفة العين.
• الشرح: الله هو المختص بعلم الغيب، يعلم ما غاب عن الأبصار في السموات والأرض لا يخفى عليه شيء، وما شأن الساعة في سرعة مجيئها إلا كنظرة سريعة بطرف العين .
• التصوير الفني:
(وما أمر الساعة إلا كلمح البصر): تشبيه مفرد ، شبه سرعة مجيء يوم القيامة كسرعة لمح الشيء ثم ارتداد البصر عنه. والصورة تدل على قدرة الله تعالى في سرعة تنفيذ ما يريد (كن فيكون).
الآية:78: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السّمع والأبصار والأفئدة لعلكم تَشكرون)
الشرح: الله أخرجكم من بطون أمهاتكم أطفالاً لا علم لكم بشيء من منافعكم وشقائكم وسعادتكم، وخلق لكم الحواس التي بها تسمعون وتبصرون وتعقلون، لعلكم تشكرونه على نعمه حين تبصرون آثار صنعه فتؤمنون.
الآية:79. (ألم يروا إلى الطير مسخّراتٍ في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إنّ في ذلك لآياتٍ لقوم يؤمنون)
- مسخرات: مذللات لأمر الله أو مذللات لمنافعكم.  - جو السماء: الجو: ما بين السماء والأرض، وأضاف السماء لارتفاعه عن الأرض.
- ما يمسكهن إلا الله: عند قبض أجنحتهن أو بسطها أن يقعن.
الشرح: ألم يشاهدوا الطيور مذللات للطيران في ذلك الفضاء الواسع، ما يمسكهن عن السقوط عند قبض أجنحتهن وبسطها إلا الله، وهذه الدلائل علامات باهرة على وحدانيته لقوم يصدقون بوجوده، ويؤمنون بالله ورسله وما جاءت به.
*مظاهر القدرة الإلهية في هذه الآية وبعض النعم التي أنعمها الله على عباده:
قدرة الله على الخلق والإبداع، فقد جعل الطيور تطير في السماء، وعندما تتوقف عن تحريك أجنحتها لا تسقط بقدرة الله تعالى.
الآية:80. (والله جعل لكم من بيوتكم سكناً وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتاً تستخفّونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثاً ومتاعاً إلى حين)
- سكناً: موضعاً تسكنون فيه. - من جلود الأنعام بيوتاً: الخيام والقباب. - تستخفّونها: تجدونها خفيفة.
- الظعن:  الترحال   - أصوافها: الصوف: للغنم كالخراف،     أوبارها: مفردها وبر وهو للإبل،
 أشعارها:  مفردها شعر وهو للماعز.    - أثاثاً: متاعاً لبيوتكم ، كالبسط والأكسية والفرش. 
- متاعاً: تتمتعون به
الشرح: كما وفّر لكم في هذه الأرض ما تصنعون منه بيوتاً لتجعلوها سكناً لكم تستقرون فيها إذا نويتم الإقامة، وبيوتاً أخرى مناسبة لترحالكم لأنها خفيفة. وهي الخيام والقباب المصنوعة من جلود الحيوانات وأصوافها وأوبارها وأشعارها. إذ تستطيعون حملها أينما ذهبتم، تحملونها على ظهور إبلكم.
*مظاهر القدرة الإلهية في هذه الآية وبعض النعم التي أنعمها الله على عباده:
          قدرة الله على الخلق والإبداع
الآية:81. والله جعل لكم مما خلق ظلالاً وجعل لكم من الجبال أكناناً وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم باسكم كذلك يُتم نعمته عليكم لعلكم تُسلمون.
- جعل لكم مما خلق ظلالاً: ظلالاً من البيوت والشجر والخيام.              - ظلالاً: جمع ظل، وهو كل ما يستظل به من حر الشمس.
- أكناناً: جمع كن، وهو ما يحفظ من المطر والريح وغيره كالغار.           - سرابيل:       جمع سربال، وهو القميص.
- سرابيل تقيكم الباس: دروع تقيكم الطعن في المعركة .
الشرح: الله جعل لكم من الشجر والجبل والأبنية وغيرها ظلالا تتقون بها حر الشمس، وجعل لكم في الجبال مواضع تسكنون فيها كالكهوف والحصون، وجعل لكم الثياب من القطن والصوف والكتان لتحفظكم من الحر والبرد، وكذلك جعل لكم دروعاً من الحديد تشبه الثياب تتقون بها شر أعدائكم في الحرب، فالله خلق لكم هذه الأشياء ليتم عليكم نعمة الدين والدنيا، لتخلصوا له الربوبية وتوحدوه وتنقادوا لمعرفته وطاعته شكراً له على نعمة الإسلام.
*مظاهر القدرة الإلهية في هذه الآية وبعض النعم التي أنعمها الله على عباده:
قدرة الله على الخلق والإبداع، فقد خلق لنا الجبال والأشجار والحديد لننتفع منها.
الآيات من (82-87).
• الفكرة: بيان أحوال الكفار في الدنيا ومصيرهم في الآخرة.
الآية 82 ( فإن تولَّوا فإنما عليك البلاغ المبين.)
- تولوا: أعرضوا عن الإسلام. ويقصد كفار مكة.
- البلاغ المبين: البلاغ البيّن.
الشرح: فإن أعرضوا عنك يا محمد، وعن الإيمان بما جئتهم به فلا ضرر عليك، لأن وظيفتك التبليغ، وقد بلّغت الرسالة.
الآية 83: (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون)
يعرفون نعمة الله: يقرون بأنها من عنده ويعلمون نبوة محمد.
الشرح: يعرف هؤلاء المشركون نعم الله العديدة التي أنعم بها عليهم، ويعترفون أنها من عند الله، ثم ينكرونها، وذلك بعبادتهم لغير الله من الأصنام وغيرها، وأكثرهم يموتون كفاراً.
الآية 84: (ويوم نبعث من كل أمة شهيداً ثم لا يُؤذَنُ للذين كفروا ولا هم يُستعتَبون)
- شهيد: رسول منهم يشهد بما لهم وما عليهم يوم القيامة.
- ولا يُستعتَبون: لا يسترضون ربهم في الرجوع عن كفرهم، فالآخرة ليست دار تكليف بل دار حساب.
الشرح: يوم القيامة يحشر الله الخلق، ويبعث في كل أمة نبيّها يشهد عليها بالإيمان أو الكفر، ولا يؤذن للكفار بالاعتذار عن كفرهم، ولا يطلب منهم أن يسترضوا ربهم بقول أو عمل، فقد فات أوان العتاب والاسترضاء، وجاء وقت الحساب والعقاب.
الآية 85: (وإذا رأى الذين ظَلموا العذابَ فلا يُخَفَّفُ عنهم ولا هم يُنظَرون)
- يُنظَرون: يُمهَلون، أي لا توبة لهم الآن.
الشرح: إذا رأى المشركون عذاب جهنم فلا يؤخر عنهم.
الآية 86: (وإذا رأى الذين أشركوا شركاءَهم قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك فألقَوْا إليهم القولَ إنّكم لكاذبون).
- شركاءهم: معبوداتهم من الأصنام والأوثان والشياطين وغيرهم.
- ألقوا إليهم القول: قالوا لهم.
الشرح: إذا أبصر المشركون يوم القيامة شركاءَهم الذين كانوا يعبدونهم في الدنيا زاعمين أنهم شركاء الله في الألوهية، فإنهم يقولون: ربنا، هؤلاء الذين عبدناهم من دونك.( مما يدل على اعترافهم بذنبهم، ولكن بعد فوات الأوان)، فتجيبهم الأصنام والمعبودات: إنكم كاذبون، فلم نكن آلهة، ولم نأمركم بعبادتنا. (وهذا يدل على الندم والحسرة في قلوب الكفاّر.)
الآية 87: (وألقَوْا إلى الله يومئذٍ السّلَمَ وضل عنهم ما كانوا يفترون)
- ألقوا إليه السلم: استسلموا لحكمه، وعذابه.            - ضل عنهم: زال عنهم.
الشرح: استسلم أولئك الظالمون الكفار لحكم الله تعالى بعد الاستكبار في الدنيا، وبطل ما كانوا يؤمّلون من أنّ آلهتهم ستشفع لهم عند الله.
الآية (89).
(ويوم نبعث في كل أمة شهيداً عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيداً على هؤلاء ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين.)
• الفكرة: لكل أمة شهيد، ومحمد، عليه الصلاة والسلام، شهيد على المسلمين يعلمهم القرآن، ويبشرهم بالجنة.
الشرح: يا محمد، اذكر للناس ذلك اليوم وهوله، حين نبعث في كل أمة نبيها ليشهد عليها، وجئنا بك شهيداّ على أمتك، ونزّلنا عليك القرآن المنير بياناً شافياً بليغاً لكل ما يحتاج الناس إليه من أمور الدين، فلا حجة لهم ولا معذرة، فهو هداية للقلوب ورحمة للعباد وبشارة للمسلمين المهتدين.
الآيات من (90-95).
• الفكرة: الدعوة إلى عمل الخير والمعروف ولا سيما المحافظة على العهود، والنهي عن الظلم.
الآية 90 (إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكّرون).
ملحوظة: هذه أجمع آية في القرآن للخير والشر.
- العدل: الإنصاف والإحسان والتفضل. (ويقال أداء الفرائض لله كأنك تراه)         - إيتاء ذي القربى: خص القربى بالمعروف.
- الفحشاء: كل قبيح من قول أو فعل كالزنا وغيره.                            - المنكر: ما أنكره الشرع بالنهي عنه أي جميع المعاصي.
- البغي: الطلم والتعدي                                                            - تذكّرون: تتعظون.
الشرح: يأمرالله الناس بمكارم الأخلاق كالعدل والإحسان ومواساة الأقارب وإعطائهم ما يحتاجونه، وينهى عن كل قبيح من قول أو فعل كالظلم والتعدي، فيعظكم ويؤدبكم لتتعظوا بكلامه.
الآية 91: (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيْمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إنّ الله يعلم ما تفعلون)
- عهد الله: لفظ عام لجميع ما يعقد باللسان ويلتزمه الإنسان في أمر موافق للدين.
- تنقضوا: تبطلوا   - كفيلاً: شهيداً وضامناً وحافظاً.
الشرح: لما بالغ الله في الوعد والوعيد والترغيب والترهيب ذكر جملة من المكارم والفضائل حذر تعالى بعدها من نقض العهود والمواثيق وعصيان أوامر الله لأن العصيان سبب البلاء والحرمان.
فحافظوا على العهود التي عاهدتم عليها الرسول أو الناس وأدوها على التمام والكمال، ولا تنقضوا أيْمان البيعة بعد توثيقها بذكر الله تعالى، حيث جعلتم الله شاهداً ورقيباً عليها، فالله يعلم ما تفعلون، وسيجازيكم على أفعالكم.
الآية 92: (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيْمانكم دخَلاً بينكم أنْ تكون أمةٌ هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبين لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون)
- النقض: النكث  - الغزل: ما غزلته وحاكته. - أنكاثاً: أنقاضاً  - دخلاً : مفسدة وخيانة - أربى:  أفضل أو أعز .    - يبلوكم: يختبركم.
الشرح: هذا مثل ضربه الله تعالى لمن نكث عهده، نزلت هذه الآية في العرب الذين كانت القبيلة منهم إذا حالفت أخرى ثم التقت بقبيلة أقوى منها نقضت عهدها مع الأولى وتحالفت مع الثانية.
فنهاهم الله عن ذلك، وهددهم قائلاً: إنّ معاهدة الله على عهد ما يعد امتحاناً وابتلاء لمصداقيتكم. وشبههم في فعلتهم تلك بالمرأة التي نقضت غزلها.
التصوير::شبه الله تعالى من يحلف ويعاهد ثم لا يفي بعهده بالمرأة التي تغزل غزلاً ثم تنقضه . تشبيه تمثيلي .
المشبه به: حالة من تغزل صوفها ثم تنقضه فتخسر تعبها.
وجه الشبه: حالة الإنسان الذي يتم أمراً ثم يبطله فيخسره.
الآية 93: (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يُضل من يشاء ويهدي من يشاء ولَتُسئلُنّ عما كنتم تعملون)
الشرح: لو شاء الله لخلق الناس باستعداد واحد، وجعلهم أهل ملة واحدة لا يختلفون، ولكن اقتضت حكمته أن يتركهم لاختبارهم. وذلك ليختاروا ما يسعدون به أو ما يشقون، فيضل من يشاء بخذلانه لهم عدلاً، ويهدي من يشاء بتوفيقه إياهم فضلاً. ويوم القيامة يسألهم ويحاسبهم على جميع أعمالهم، فهذا هو العدل.
الآية 94: ( ولا تتخذوا أيْمانَكم دخَلاً بينكم فتَزلّ قدمٌ بعد ثبوتها وتذوقوا السوءَ بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذابٌ عظيم)
- فتزل قدمكم: فتسقطوا في الحرام. وهو كناية عن الوقوع في الخطأ. وهو في الأصل استعارة.
الشرح: إن من عاهد الرسول، ثم نقض عهده خرج من الإيمان، وسيحل به المكروه لصده الناس عن الإيمان، فقد جعل العهود خديعة ومكراً لإغراء الناس والحصول على منافع الدنيا الفانية، وبذلك يشوه صورة العقيدة مما يصد الناس عن سبيل الله لأنه مثل سيئ للمسلمين، فالكافر إذا رأى المؤمن عاهده وغدر به لا يعود يثق بالدين، فيصد بسببه عن الدخول في الإسلام، وبذلك تعاقَبون في الدنيا لصدكم الناس عن اعتناق الإسلام بسبب نقض العهود، ولكم عذاب شديد في الآخرة.
التصوير: فتزل قدم بعد ثبوتها: شبه الإنسان المستقيم في الدين وقد وقع مرة في الخطأ بمن كان يسير في طريقه فزلت قدمه، كناية عن الوقوع في الخطأ.الصفحة 4
الآية 95: (ولا تشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون)
- لا تشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً: نهى عن أخذ الأموال ثمناً لنقض العهد.
ملاحظة: الباء تدخل على المتروك ، أي تركوا عهد الله وأخذوا بدلاً منه ثمناً قليلاً. فنقول استبدلت القلم بالممحاة، أي أخذت القلم بدل الممحاة. الباء تفيد معنى البدل.
الشرح: لا تستبدلوا عهد الله وعهد رسوله بحطام الدنيا الفاني، فما عند الله من الأجر والثواب خير لكم من متاع الدنيا العاجل إذا كنتم تعلمون الحقيقة.
الآيتان (96-97)
• الفكرة: بيان ثواب الصبر والعمل الصالح.
( ما عندكم ينفدُ وما عند الله باق، ولنجزينّ الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون(96) من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياة طيبة ولَنجزينّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون (97)
الآية 96: (ما عندكم ينفدُ وما عند الله باق، ولنجزينّ الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)
- ينفد: يفنى   - باق: دائم
الشرح: ما عندكم أيها الناس زائل، وما عند الله باقٍ دائم، فآثروا وفضلوا ما يبقى على ما يفنى، ويقسم الله أنه سيثيب الصابرين بأفضل الجزاء، ويعطيهم الأجر الوافي وسيحييهم حياة طيبة في الدنيا والآخرة. كل ذلك بسبب حسن أعمالهم.
الآية 97: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياة طيبة ولَنجزينّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)
الشرح: من فعل الخير ذكراً كان أو أنثى ، بشرط أن يكون مؤمناً، فنقسم أننا سنحيينه في الدنيا حياة طيبة بالقناعة والرزق الحلال والتوفيق لصالح الأعمال، ولنجزينهم في الآخرة حسن الجزاء، كل ذلك بسبب حسن أعمالهم.


‏"‏الذين‏"‏ فاعل مؤخَّر، وجملة ‏"‏أولئك هم الكاذبون‏"‏ معطوفة على المستأنفة، و‏"‏هم‏"‏ ضمير فصل لا محل له‏.‏
آ‏:‏106 ‏{‏مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ‏}‏
‏"‏مَنْ‏"‏ اسم شرط مبتدأ، وجوابه مقدَّر، أي‏:‏ فعليهم غضب، ودلَّ على الجواب ما بعد ‏"‏من‏"‏ الثانية، ‏"‏إلا‏"‏ للاستثناء، مَنْ موصول مستثنى، وجملة ‏"‏وقلبه مطمئن‏"‏ حالية من فاعل ‏"‏أُكْرِهَ‏"‏، وجملة ‏"‏ولكن من شرح‏"‏ معطوفة على المستأنفة‏:‏ ‏"‏من كفر‏"‏، ‏"‏صدرا‏"‏ تمييز، وتضمَّن ‏"‏شرح‏"‏ معنى طاب، قوله ‏"‏فعليهم‏"‏‏:‏ الفاء زائدة تشبيها للموصول بالمبتدأ؛ لأن ‏"‏مَن‏"‏ اسم موصول مبتدأ، وجملة ‏"‏فعليهم غضب‏"‏ خبر المبتدأ ‏"‏مَنْ‏"‏‏.‏ وجملة ‏"‏ولهم عذاب‏"‏ معطوف على جملة ‏"‏فعليهم غضب‏"‏‏.‏
آ‏:‏107 ‏{‏ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ‏}‏
المصدر المؤول ‏"‏بأنهم استحبوا‏"‏ مجرور متعلق بالخبر، والمصدر الثاني معطوف على المصدر المتقدم‏.‏
آ‏:‏108 ‏{‏أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ‏}‏
قوله ‏"‏أولئك الذين‏"‏‏:‏ مبتدأ وخبر، و‏"‏هم‏"‏ ضمير فصل لا محل له‏.‏
آ‏:‏109 ‏{‏لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ‏}‏
‏"‏لا جرم‏"‏‏:‏ ‏"‏لا‏"‏ نافية للجنس واسمها، وخبرها محذوف تقديره‏:‏ موجود، والمصدر المؤول منصوب على نـزع الخافض ‏(‏في‏)‏، ‏"‏هم‏"‏ مبتدأ و‏"‏الخاسرون‏"‏ خبره، والجملة خبر ‏"‏أن‏"‏، والجار ‏"‏في الآخرة‏"‏ متعلق بـ‏"‏الخاسرون‏"‏‏.‏

آ‏:‏110 ‏{‏ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ‏}‏

جملة ‏"‏ثم إن ربك‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏ معطوفة على جملة ‏"‏لا جرم‏"‏، والجار ‏"‏للذين‏"‏ متعلق بخبر ‏"‏إن‏"‏ بمعنى‏:‏ هو ناصرهم لا خاذلهم، و‏"‏ما‏"‏ في قوله ‏"‏ما فتنوا‏"‏ مصدرية، والمصدر المؤول مضاف إليه، الجار ‏"‏من بعدها‏"‏ متعلق بحال من ‏"‏ربك‏"‏ وجملة ‏"‏إن ربك لغفور‏"‏ مستأنفة مؤكدة للجملة الاولى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق