الأربعاء، 9 أبريل 2014

شرح وتحليل قصيدة المساء

الفكرة الأولى:  يصف الشاعر منظر الغروب وحلول المساء وأثر ذلك على شخصية سلمى
السحبُ تَرْكضُ في الفضاءِ الرَّحْبِ رَكْضَ الخائفينْ... والشمسُ تبدو خَلْفَها صفراءَ عاصِبَةَ الجبينْ
والبحرُ ساجٍٍ صامتٌ فيه خشوعُ الزاهدينْ... لكنَّما عيناكِ باهتَتانِ في الأُفْقِ البعيد
سلمى .... بماذا تَفْكُرينْ؟.... سلمى .... بماذا تحلمينْ؟
* معاني المفردات: *ساجٍ : فاترٌ ساكنٌ / باهتتان : حائرتان.
الشرح والتحليل : رسم الشاعر بكلماته صورة كليه تشتمل على صور جزئية فالسحب تركض مذعورة خائفة والشمس قد عصبت جبينها والبحر ساكن كأنه شيخ وقور يتعبد وسلمى تحدق متأملة هذه المشاهد تقف حائرة شاردة الذهن تتقاذفها الأفكار والهواجس،  ويتساءل الشاعر هل سلمى مفتونة بهذا المنظر الرائع ؟ أو هي مأخوذة بجماله ؟ أو هي تستعيد من خلاله ذكرياتها ؟ أو هي متشائمة مما ترى بهذا المنظر الذي يوحي بانطفاء شعلة الحياة ؟ وغروب العمر ؟ إنها تفكر... ففيم تفكر ؟
التصوير الفني:
*السحبُ تَرْكضُ في الفضاءِ الرَّحْبِ: استعارة مكنية حيث صور السحب بإنسان يجري ويركض فحذف المشبه به، وأبقى شيئا من لوازمه " تركض" على سبيل الاستعارة المكنية.
* ركض الخائفين : تشبيه حيث شبه ركض السحب بركض الإنسان الخائف­.
* الشمس تجري خلفها عاصبة الجبين  : استعارة مكنية شبه الشمس فتاة مريضة معصوبة الجبين ، فحذف المشبه به وأبقى شيئا من لوازمه " معصوبة"  على سبيل الاستعارة المكنية.
* والبحر ساجٍ صامتٌ فيه خشوع الزاهدين: استعارة مكنية حيث شبه البحر بإنسان هادئ وصامت ، فحذف المشبه به وأبقى شيئا من لوازمه " صامت، خاشع" على سبيل الاستعارة المكنية.
* صفراء عاصبة الجبين: اختيار الشاعر اللون الأصفر ( كناية عن مرض الشمس ).
* استخدم الشاعر أسلوب النداء وحذف حرف النداء" سلمى" للفت الانتباه والإيقاظ من الشرود.
* ألفاظ " صفراء، عاصفة الجبين، خشوع" تعبِّر عن إحساس المتشائمين
* استخدم الشاعر الترادف بين " ساجٍ وصامت، وخشوع"
 * اختار الشاعر كلمات تعبر عن الطبيعة ( السحب – الشمس – البحر ) لأن الطبيعة تشاركه همومه وأحزانه.
*قضايا إعرابية وصرفية:
* تركض: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره "هي"
  والجملة الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ " السحب"
 *ركض: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
*تبدو: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل، والفاعل ضمير مستتر تقديره  " هي" والجملة الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ " الشمس".
* نوع الواو في عبارة " والشمس" واو عطف تفيد الجمع والمشاركة.
* ساجٍ: خبر مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم المقدر على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص في حالة الرفع.
*لكنّما : من أخوات "إن" لكنه هنا غير عامل والسبب دخول ما عليه فأبطلت عمله .
*عيناك: مبتدأ مرفوع وعلامة رفع الألف لأنه مثنى وهو مضاف.
*باهتتان: خبر مرفوع وعلامة رفع الألف لأنه مثنى
*سلمى: منادى مبني على الضم المقدر منع من ظهوره التعذر في محل نصب " حرف النداء محذوف"
الفكرة الثانية: تصوير سلمى ترنو إلى غروب الشمس قلقة
أرأيتِ أحلامَ الطفولَةِ تختفي خلفَ التُخومْ؟.. أَمْ أبصَرَتْ عيناكِ أشباحَ الكهولَةِ في الغيومْ؟
أمْ خفتِ أن يأتي الدُُّجى الجاني ولا تأتي النجومْ؟.. أَنا لا أرى ما تَلْمحينَ من المشاهدِ إنما
أظلالها في ناظريكِ... تَنِمُّ ، يا سلمى ،عليكِ.

*معاني المفردات:
التخوم : الحدود الفاصلة بين أرضين  ومفردها تخم  *  الكهولة : من جاوز الثلاثين إلى نحو الخمسين والجمع ( كُهُولٌ ) *  الغيوم : جمع غيم وهو السحاب * الدجى : سواد الليل وظلمته


الشرح والتحليل : كشف الشاعر بأسلوب الاستفهام عن أسباب حزن سلمى وشرودها  فقد امتلأ قلبها همّا ، ونفسها قلقا بانقضاء مرحلة الطفولة ، والخوف من مرحلة الكهولة القادمة التي تراءت لها أشباحا ، في الغيوم ، وتخيَّلت مرحلة الشيخوخة مظلمة كالليل الذي غابت نجومه لا سعادة فيها ولا أمل،  فالشاعر لا يرى ما ترى سلمى من هذه الهواجس السوداء والخواطر الحزينة وقد ظهرت الهواجس والخواطر في عيون سلمى. 


* التصوير الفني:
 *أرأيت أحلام الطفولة تختفي خلف التخوم: استعارة مكنية حيث شبه "أحلام الطفولة" بشيء مادي يختفي  خلف الحدود ، فحذف المشبه به وأبقى شيئا من لوازمه " تختفي" على سبيل الاستعارة المكنية.
 *  يأتي الدُّجى الجاني ولا تأتي النجوم؟  استعارة مكنية حيث شبه الدجى بإنسان متعديا يسلب السعادة والأمل فحذف المشبه به ، وذكر شيئا من لوازمه" يأتي " على سبيل الاستعارة المكنية، وشبه النجوم بإنسان لا يأتي.
 * أظلالها في ناظريك  استعارة مكنية حيث شبه ظلال الأشياء التي رأتها سلمى في عينيها وهي تدل وتكشف عن   الحيرة التي تعيشها سلمى.
* أرأيت أحلام الطفولة: أسلوب إنشائي طلبي ، والاستفهام يحمل معاني التعجب والاستنكار.
* استخدم الشاعر الطباق بين:" الطفولة والكهولة ،  وبين يأتي ولا يأتي
*  يأتي الدجى الجاني – لا تأتي النجوم  أسلوب مقابلة.
* استخدم الشاعر الترادف بين: " رأيت و أبصرت"
* قضايا إعرابية وصرفية :
* أبصرت عيناك: عيناك: فاعل مرفوع وعلامة رفع الألف لأنه مثنى وهو مضاف.
* محل المصدر المؤول :" أن يأتي" في محل نصب مفعول به .
* الدُّجى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر. " اسم مقصور"
الفكرة الثالثة: الدعوة إلى التفاؤل والأمل
لتكنْ حياتُكِ كلُّها أملاً جميلاً طيِّباً .... ولتملأ الأحلامُ نفسَكِ في الكهولة والصّبا
مثلُ الكواكبِ في السماء وكالأزاهرِ في الرُّبا... ليكنْ بأمرِ الحبّ قلبُك عالما في ذاتِه
أزهارُهُ لا تذبلُ .... ونجومُهُ لا تأفلُ  
* معاني المفردات:
الكهولة : من جاوز الثلاثين إلى نحو الخمسين والجمع ( كُهُولٌ )  *الربا : جمع رابية وهو ما ارتفع من الأرض وتجمع رَوَابٍ / تذبل : تموت   * تأفل : تغيب .
الشرح والتحليل: يوجه الشاعر سلمى بعد أن لمح في عينيها الحزن بأن تملأ حياتها بالأمل وتطرح عنها الهموم، وأن  تملأ حياتها آملا وأحلاما  حتي وإن كانت في مرحلة الكهولة ومرحلة الصغر ولتكن مثل الكواكب عالية في السماء وكالأزهار في الأماكن العالية وليكن قلبك عالما بذاته يمتلأ حبا للناس  وأزهار قلبك لا تذبل ونجوم قلبك لا تغيب على امتداد الحياة.
* التصوير الفني:
* التشبيه مرسل مجمل في قول الشاعر ( ولتملأ الأحلام نفسك مثل الكواكب في السماء وكالأزاهر في الربا )
* أزهاره لا تذبل : استعاره مكنية حيث صور القلب بأرض فيها زهور ولا تذبل دليل على الحياة.
* نجومه لا تأفل : استعاره مكنية حيث صور القلب بسماء فيها نجوم لا تغيب.

* رسم الشاعر في هذا المقطع لوحة شعرية للإنسان المتفائل ، أحدد معالم تلك اللوحة.
  رسم الشاعر في هذا المقطع لوحة شعرية للإنسان المتفائل، فالأحلام الجميلة والآمال المشرقة تملأ حياته وتشمل  مرحلة الكهولة كما كانت مرحلة الصّبا، ويجعل قلبه عالما يمتلئ حبا للناس، لا تذبل أزهاره، ونجومه مضيئة  لا تغيب على امتداد الحياة. 
قضايا إعرابية وصرفية:
 *لتكن حياتك كلها أملا 
 * اللام : لام الأمر حرف جزم مبني لا محل له من الإعراب، تكن: فعل مضارع ناقص مجزوم وعلامة جزمه    
       السكون ، حياة: اسم تكن مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة وهو مضاف، كلُّها: توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة وهو مضاف، *أملا: خبر كان منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر.
 * ليكن بأمر الحب قلبك عالما: قلبك: اسم يكن مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف
 * عالما: خبر تكن منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر،   

 *" نوع عالما من المشتقات اسم فاعل لفعل ثلاثي وهو عَلِمَ"
الفكر ة الرابعة: الدعوة لترك الحزن وعدم التفكير في الحياة
ماتَ النهارُ ابنُ الصباح فلا تقولي كيفَ ماتْ.. إنَّ التأملَ في الحياةِ يَزيدُ أوجاعَ الحياةْ ا
فدعي الكآبةَ والأسى واسترجعي مَرَحَ الفتاةْ ... قد كانَ وجهُكِ في الضحى مثلَ الضحى متهللاً 
فيه البشاشةُ والبهاءْ ... ليكنْ كذلكَ في المساءْ.
* معاني المفردات: الكآبة: الحزن * الأسى: الحزن مادة * البشاشة: تهلل وجهه فرحا * البهاء: الجمال.

الشرح والتحليل: يتوجه الشاعر إلى سلمى مضفيا على الطبيعة صفات إنسانية فالنهار مات وهو ابن للصباح ولا تسألي كيف مات النهار لأن هذا يزيد أوجاع الإنسان وما عليك إلا ترك الكآبة والحزن وألا تستسلمي لهما واسترجعي مرح الفتاة فقد كان وجهك مبتسما وقت الضحى فلماذا لا يكون كذلك عند المساء ؟!
* التصوير الفني:
 * مات النهار ابن الصباح: استعارة مكنية حيث شبه النهار بإنسان يموت وشبهه مرة أخرى بأنه ابن للصباح،   فحذف المشبه به، وأبقى شيئا من لوازمه : مات، ابن" على سبيل الاستعارة المكنية.
* كان وجهك في الضحى مثل الضحى: تشبيه حيث شبه وجه سلمى في إشراقه وبهائه بضحىً مشرق.   
* لا تقولي كيف مات: أسلوب إنشائي طلبي " نهي " الغرض منه النصح والإرشاد، والدعوة إلى نبذ التشاؤم.
* استرجعي : أسلوب إنشائي طلبي " أمر ".  الغرض منه النصح والإرشاد، والدعوة إلى نبذ التشاؤم، والاستمتاع بالحياة. 
* استخدام الشاعر ألفاظا تبعث على التفاؤل ( الصباح – مرح الفتاة – وجهك مثل الضحى – البشاشة والبهاء )
 * استخدم الشاعر الترادف بقوله:" الكآبة والأسى".
قضايا إعرابية وصرفية:
* لا تقولي: * لا: حرف نهي وجزم وقلب مبني لا محل له من الإعراب
* تقولي: فعل مضارع مجزوم بـ" لا الناهية" وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.
 * الياء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
* كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال.
* يزيد: الجملة الفعلية في محل رفع خبر "إنّ"
* دعي: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة.
*استرجعي: فعل أمر معطوف على " دعي" مبني على حذف حرف النون.
* متهللا : حال منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
* فيه: شبه الجملة في محل رفع خبر مقدم
* البشاشة: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق